ادب وثقافة

كنت صغيرة جدا…

كنت صغيرة جدا…
كانت ذنوبي صغيرة أيضا
مثلا كنت لااحمي قطتي التي ولدت حديثا من هجمات هر جائع أكل صغارها وأبقى رؤوسهم وارجلهم وايديهم في ذلك الممر الطويل في بيتنا القديم في الحرية.
وهذه أبشع صورة ظلت في مخيلتي وأثقلتني بالكوابيس قبل ان تحطم أقدام الأمن بابنا فجرا وتقتادنا مثل الكلاب السائبة إلى مصائرنا المنتقاة
وكنت اطارد حلمي كثيرا في الكتابة فاهملت أشياء اغلى وأجمل وأقدس وخالفت رغبات أمي وأبي وأخترت شخصا لايليق بطيبتهم ونقاء أصولهم فتمردت علي ذاتي وابتدأت بحصاد الخيبات وسط كوارث التهجير والقتل والموت وظل قلمي رديفا للحروب الذاتية وعصى اهش بها على حلمي الكليل في التاليف والكتابة والسمو بالحرف إلى مدارات اكبر كنت اصغر منها وبقيت ادور حولها كنجمة ظلت الطريق فاينما كنت كانت تباغتني الرؤى وتحاسبني الذكريات ولم اداهم قط بوابة الالم تلك إلا وعدت بعدها مثخنة بمحاكمات الذات مشلولة بالرجوع أزحف بتؤدة فوق تصاريف الدهر الغريبة وأردد لكاظم السماوي ياحريمة أنباكت الجلمات من بين الشفايف ياحريمة .

مواضيع مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد ايضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى